top of page

ستموت لوحدك

نعم أنت ستموت لوحدك ثم يبكون عليك قليلاً فينسونك كنسيانك لفكرة قدوم موتك. ها أنت الآن لوحدك مع كل تلك الأفكار في مخيلتك. أفكارٌ متعددة الألوان أحمرٌ وأسودٌ وأبيض, ولكل فكرةٍ بريقٌ مختلف. حيٌ أمام الناس وميتٌ أمام نفسك. فكرةُ الموتِ تدُق في مخيلتك وخِطتكُ في الهربِ منهُ ما زالت لا تفلح, فلم يصبح لديك خيارٌ سوى الجلوس في غرفتك متأملٌ أن اليوم لن يكون يوم قدوم موتِك, وفي جعبتك الكثير لتتحدث عنه ولا يوجد من تتحدث معه. عشتقك الوحدة وجذبتك بجناحيها ووضعتك بين أحضانها وحقنتك بإبر البنج الموضعي, فأصبحت عبداً لها لا حول لك ولا قوة. أحبتك الوحدة ثم تركتك فجأة بدون أي مبرر: هزيلاً متحللاً على الأرض أسفل رماد العالم, بلا جسد ولا عقل فقط روحٌ مكسورة محلقةً في السماء كطيرٍ مكسورٌ جناحه يتأرجح بين غصون الأشجار, وحيدٌ جائعٌ أسفل شجرة الحياة متمنياً أن تسقط عليك ثمرةٌ من أعلى السماء لترحمك من غمرات الموت, قضمةٌ واحدةٌ فقط ستجعلك تشعر بالحياة. لا ترى سوى الرماد ولا تسمع سوى صوت جرف القبور وتمرد الأرواح.
نعم سنموت لوحدنا, وحدنا مع أحلامنا وخيالنا, وسنرجع إلى أصلنا تحت أصلنا. هل مللت وأنت على هذا الحال! هل ذهبوا وتركوك في الظلام؟ كم مر من الوقت وأنت في هذا الحال! ألن يطرق أحدٌ عليك الباب؟ ألن يجرؤ أحدٌ على أخذك من الظلام؟ حتى الشمس لم تستطع مد يدها في الظلام فما الذي سيستطيع فعله الناس؟ بدأت حواسك تبرد الآن وقلبك ما زال يدق الآن كساعةٍ شمسيةٍ بنيت في عصر الرومان. لا تقل لي أنك مللت ولن تستطيع الصبر بعد الآن؟ على كلِ حالٍ لم تكن حياً في حياتك فهل سيتغير الوضع الآن.

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.
bottom of page