top of page

الهشاشة النفسية

مقدمة

يتحدث الكاتب هنا عن مشكلة هذا الجيل والذي يدعوه بالجيل Z , والذي يطلق على المواليد من عام 1997 إلى مواليد الألفينيات, ولكن هذا الكتاب لا يختص فقط بهذا الجيل بل بجميع الأجيال, فهالشاشة النفسية تصيب جميع الأجيال, ولكن إنتشرت تلك الهشاشة بسبب عدة مقومات لم تظهر سوى في هذا الجيل وذلك هو السبب في إنتشار تلك الآفة الآن. فهذا الكتاب موجه للمراهقين والمخدوعين, الذين لا يعانون أي إضطرابات حقيقية وإنا أوهموا بأنهم مضطربون نفسياً بسبب السوشيال ميديا.

الفصل الأول: جيل رقائق الثلج

يبدأ الكاتب بتقديم ثلاث مشاهد تبرز ظاهرة الهشاشة النفسية:
المشهد الأول: الفراق الأليم, الجديد القديم
يقعان في غرام بعضهما, يتعقب حساباتها وتبادله الإعجاب, وبعد مدة يكتشف أن العلاقة لا تغدو أن تكون أكثر من مجرد لهو, وتشعر الفتاة بالملل فتنفصل عنه وتتزوج شخصاً آخر, فينهار الشباب وتتحطم شخصيته, وقد ينتحر.كل تلك الأمور تحدث وكأن قصتهما الرومانسية لم تكن مختومُ عليها بالفشل من الأساس. 
المشهد الثاني: قف للطالب وفه التبجيلا
يقع شجاراً بين طالب ومدرسه, ويستدعى الطالب للمشرف, يرجع الطالب بيته ويخبر أباه وأمه فيقدمان شكوى ضد المدرس لأنه آذي إبنه نفسياً. من أجل تدارك تلك الأزمة , تشجع موريس الآباء والأمهات وإدارات المدارس على معاملة الطلاب بطريقة أكثر خشونه وصلابة وإلا سينتج جيلاً مثل رقائق الثلج.
المشهد الثالث: النجدة يا صديقي! ولكن من ماذا؟
يتصل بك أحدهم في وقت متأخر ويشتكي بإنه يعاني من أزمة وما أن تستمع له فتتفاجئ بأنها مشكلة بسيطة جداً. هل صرنا مدللين بشكل مبالغ فيه؟ بالطبع للأسف.
تضخيم الألم
اصبح جيل المراهقين الآن هش نفسياً لدرجة أنهم يضخمون أي مشكلة إلى درجة تصويرها ككارثة وجودية, وتلك الكارثة عبارة عن شعور يعتري الإنسان عند وقوعه في مشكلة مؤمناً أن تلك المشكلة لا يستطيع تحملها, فيشعر بالعجز والإنهاك النفسي, وتنهار حياته.
رجال ولكن مراهقون, نساء ولكن مراهقات
للأسف وصل الحال في هذا الجيل إلى حد أن الشاب أو الفتاة قبيل بلوغهما الخمسة وعشرين سنة يظلان مراهقان في مشاعرهما, فكيف وصل بنا الحال إلى درجة أن نعامل خريجي الجامعة كما نعامل طلاب الإعدادية قديماً؟
لماذا سمي جيل المراهقين الحالي بجيل رقائق الثلج؟
سمي لسببين أساسيين:
1- لأن رقائق الثلج هشة جداً, وسريعة الإنكسار, لا تتحمل أي ضغط بأي شكل من الأشكال.
2-شعور كل فرد بالتفرد, وإحساسه دائماً بالإستحقاق, أي أن له توقعات عالية من علاقاته الإجتماعية كافةً.

الهشاشة تربية وليست طبيعة
الإنسان منذ صغره لديه مرونة نفسية تمكنه من التكيف مع المؤثرات  الخارجية وفقاً لإستجابته لها, ويعود السبب في ذلك إلى التنشئة والتربية, وجميع مشكلات الحياة العادية تساعدنا على تطوير أنفسنا أكثر, وليس الغرض منها تحطيمنا بل بجعلنا أقوى. 
المرونة النفسية تنمو تدريجياً
للمرونة النفسية فوائد دعونا نذكر بعضاً منها:
1- الإستقرار في مواجهة الأزمات
2- الحفاظ على الهدوء الداخلي في المواقف المجهدة
3- تحسين صحتنا النفسية والذهنية

ويمكننا أن ننمي مرونتنا النفسية عن طريق: 
1- الإحتكاك بالناس الكبار ذوي الخبرة 
2- تولي مهمة شراء حوائج البيت
3- الإستقلال مادياً

احمل مسؤوليات من الآن
إكتشاف الطفل للحياة وتعرضه للمشكلات منذ صغره يطور لديه مقاومة نفسية تجعله أكثر صلابة في مواجهة الحياة. فالإنسان بطبيعته قادرُ على أن يكتسب مناعة ضد كلام الناس ومشكلات الحياة وتقلباتها.
الركون إلى الخمول يورث النفس البلادة, والإعراض عن تحمل المسؤولية يورث الجسم الخنوع.

الفصل الثاني: هوس الطب النفسي

جميعنا مررنا بصدمات, فهو جزء لا يتجزأ من حياتنا, ولكن تبين أن هناك إتجاهاً يتضاعف الآن ويقول: إن الأمل الوحيد لإستعادة الإتزان النفسي هو بزيارة الأطباء النفسيين.
ما هي الصدمة؟ولماذا أصبح الناس يعرفونها بشكل خاطئ. الصدمة هي أي ضرر مادي للجسم, ولكن المشكلة الآن أن الناس يقومون بالجمع بين الصدمة وإضطراب ما بعد الصدمة. ومن هنا أصبح ذلك المعيار هو ما يحدده المريض نفسه من أذى.
فمجرد كلمة واحدة سيئة أصبحت صدمة, أو موقف سلبي بسيط أصبح بمثابة صدمة.

الحزن ليس إكتئاباً
ويستكمل فرانسيس:((تخيل معي لو حدثت لك مصيبة في حياتك وإستجبت لها بإسبوعين من فقدان الإهتمام والطاقة, فسيبدوا ذلك متفهماً, لكن الدليل الإحصائي يصفه إكتئاباً حاداً)). ليدخل المريض في دوامة من العلاج النفسي بلا نتيجة, والسبب ببساطة لأنهم قاموا بتشخيص خاطئ لمرض غير موجود من الأساس.
الإتزان الداخلي: يعمل المخ بنظام الإتزان الداخلي, وهو م
ا يساعد على تجاوز المشاعر السلبية.
يتسبب إستخدام العقاقير النفسية في تعطيل نظام الإتزان الداخلي, ويضعف المناعة, ويعارض الطريقة الطبيعية للجسم لإستعادة سوائه النفسي, وهي مفيدة فقط للذين يعانون من إضطرابات نفسية حقيقية.   
مجرد حكايتك لهمومك لشخص يستمع لك, هو أحد أفضل الطرق التخلص من الحالة النفسية السيئة.

الفراغ العاطفي أم الفراغ الوجودي

تبدأ العلاقة بين الاصدقاء في هذه الأيام بضغطة زر لإضافة صديق, وإن لم يعجبك ذلك الشخض فيمكنك بضغطة زر إزالته.
أحدى منافع تلك العلاقات, هو أن الإنسان يرغب بإقامة علاقات بأقل قدر من الأخطاء, وإنهائها بأقل الخسائر, فأهم شئ هو أن نحظى ببعض بالحب.
لدى الإنسان حاجة فطرية للبحث عن الحب, وعندما يحرم منها فينشأ
الفراغ العاطفي.
صنف الطبي النفسي عماد راشد بأن
الفراغ العاطفي: فجوة تظهر داخل النفس يمثلها إحتياج لوجود أحدهم في الجوار.
تقول الإختصاصية النفسية ايفا هالستروم: أن
الإعجاب بشخص ما هو مجرد إنعكاس لصفات وقيم يتمناها الشخص الآخر, ومن الإعجاب إلى التعلق المرضي, وبعدها إدمان العلاقات السامة.
شعور المرء بأنه ليس كافياً لنيل الحب والتقدير يجعله يركض خلف أي تقدير لذاته من غيره كأنه لا يملك ذاته.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم((نعمتان مغبونُ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))  

من الفراغ إلى العدم
إن الله هو الركيزة الأساسية لكل شئ, فهو السبيل إلى النجاة والذي بدونه لن يجد المرء الراحة والطمأنينة الحقيقية.

السوشيال ميديا: أصل كل الشرور

يعرض هذا الفصل الأثر السلبي للسوشيال ميديا من الناحية النفسية, في خمس نقاط:
1-تعزيز النرجسية
2- تقديس التغيير
3- فقدان التركيز
4- الخلل في معايير النجاح
5-أفكار من ورق

أولاً: كيف تعزز السوشيال ميديا من نرجسيتنا؟
النرجسية: هي الحب المفرط للذات
الظاهرة التي أدت لتعزيزها هي ظاهرة السيلفي, فأصبحت مشاركتك لصورك وتفاعل الناس معك
 هو ما يحدد هويتك, ورغبتنا في الشعور بالتقدير والإعجاب هي حاجة إنسانية فطرية, والسوشيال ميديا أشعل تلك الرغبة بأسهل طريقة ممكنة.

ثانياً: لماذا أصبحنا نقدس التغيير؟
أصبحنا وأمسينا  كائنات تعبد السرعة: الأكلات السريعة, القهوة الفورية, والفيديوهات الفورية, مما جعل التغيير قيمة بذاتها تسعى إليها في كل لحظة. وعلى العكس تماماً أصبحت الأمور الروتينية, والأمور التي تحتاج إلى تركيز أمور مملة جداً.
يكون التغيير مشكلة عندما يصبح التغيير هو الهدف للتغيير, وبسبب التغيير أصبحت أفكارنا تتطاير بسرعة هائلة.
وبقول حمزة تزورتيس:
(( إن أغلبنا صار كالكراسي الهزازة; نتحرك كثيراً لكننا لا نذهب لأي مكان.
هناك الكثير من الأفعال لكن لا يوجد تحولات في حياتنا.

ثالثاً: لماذا أصبحنا نفقد تركيزنا بسرعة؟
ضاع تركيزنا بسبب الأجهزة الذكية, وأصبحنا نقضي الأوقات التي يشترط بنا أن نتأمل فيها ذاتياً في تقليب صفحات الإنستقرام أو الرد على رسائل الواتسب.
التأمل الذاتي: هي ما يشكل معرفتنا العميقة بذواتنا وشخصيتنا.
أصبحت الأجهزة الذكية مصممة فقط لجعلنا نقارن أنفسنا بالآخرين, وبذلك نفقد القدرة على أن نبني شخصية فريدة ومميزة عن الآخرين.

رابعاً: لماذا أصبحنا نضع معايير نجاح غير واقعية؟
صار معيار النجاح الآن وبكل بساطة هو: عدد المشاهدات, وارقام المتابعين, والتقييمات. إن لم تصبح مشهوراً أو ما يسمونه الآن(المؤثرين) فأنت فاشل, وإن فشلت فتدخل في دائرة من اليأس إلى أن تصبح هشاً نفسياً.
خامساً: لماذا أصبحت أفكار السوشيال ميديا كالورق؟
أصبحت الأفكار بالسوشيال ميديا كالورق; جاهزة للإستبدال في أي وقت, فالجميع أصبح يخاف من كسب العداوات, ويسامح على أي شئ, فذلك هو النموذح المنحط للنجاح في هذا الجيل.
لحل تلك المشاكل قم بإيقاف الإشعارات, ولتقوي تركيزك يجب عليك أن تعود نفسك على قراءة مقالة واحدة في نفس الوقت.

لا تحكم على الآخرين!

هناك نوعان من الأحكام:
1- الحكم الذي يميز: هي التي تصف وقائع الأشياء وتميز بينهم.
2- الحكم الذي يقيم: هي التي تضيف الجانب الأخلاقي للأشياء وتميز بينهم, مثل أن نصف شيئاً بأنه جيد أو سئ.
وكما تنصح لينهيان فعلينا بالإبتعاد عن الأحكام التقييمية على كل شئ, وبهذه الطريقة سنتقبل الجميع 
كما هم عليه.
مساحات آمنة من الأحكام
كما يقول بريان اندروود: ((هؤلاء الذين يصرخون((لا تحكم علي))يمكن ترجمة صرختهم إلى رغبتهم في تجنب مواجهتهم بأخطائهم)).
فعندما يتخلى المجتمع عن الحكم على الناس, سيتجرد الإنسان من إنسانيته.
عندما لا يحمل المراهقين مسؤوليات الكبار, فلن تتطور لديهم منطقة المخ المسؤولة عن الحكم وصنع القرار.
يؤكد كوبر:((إذا تبنينا فلسفة
الاحكم, فإننا سنفقد بوصلتنا الأخلاقية, ستبدوا جميع الأمور متساوية, وسنعيش في عالم من الامبالاة الأخلاقية والحياد القيمي في كل شئ)).
في جيلنا الحالي نعاني من مشكلة كبيرة في الدين الإسلامي, وهي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبسبب ذلك هلك الكثير من المجتمعات.

مشاعرك الداخلية: أسوأ حَكم في حياتك؟

نسمع العديد من النصائح قبيل((ثق دائماً في مشاعرك, مشاعرك هي أهم شئ)).
مشاعرنا هي أمور حقيقية ولكنها قد تقودنا إلى الضلال, لهذا من الأفضل ألا نجعل مشاعرنا هي التي تحكم على الأشياء فقط.
يقول لاكروا:(( لغة الحياة اليومية تظهر تفضيلاً للمشاعر القوية على حساب المشاعر الهادئة, ويظهر هذا في تلك العبارات المتكررة:
(هذه قصة مجنونة),(سيذهلك هذا الخبر). كيف لنا أن نحقق الإستقرار النفسي في وسط الصخب والمشاعر القوية؟
فأصبحنا ننجذب نحو الأمور التي تجعل الموقد مشتعلاً, وتسبب ذلك الإشتعال في جعلنا لا نريد سوى علاقة ممتلئة بالطغيان العاطفي, مما تسبب في النهاية إلى إنهيار علاقات الزواج.
لا يمكن للإنسان في هذا الجيل أن يختار شريك حياته معتمداً فقط على الحب والرومانسية, فقد أصبح الحب الرومانسي الآن ليس سوى فانتازيا رسخت في عقولنا
بسبب الأفلام والمسلسلات(twilight,titanic).
من الكراش إلى الحب
طبقاً لموقع(SRCP)((فإن شعور الإعجاب يحدث بشكل مفاجئ وفوري, بينما ينشأ الحب بشكل تدريجي عبر الزمن. ويمتميز شعور الإعجاب (كراش) بقوته الشديدة لكن بقصر مدته. في حين أن الحب يبدأ هادئاً ويصبح أقوى وأعمق مع مرور الوقت)).

مخدرات الشغف

تتكرر الخطابات التحفيزية بمقولة (أتبع شغفك لتصبح شخصاً ناجحاً) ويقولون لك أنك تستطيع أن تكون مثل بيل غيتش, وستيف جوبس. وتسمع كل يوم تلك الحكمة التي تقول: ((ليس خطأك أن تولد فقيرا, ولكنه خطؤك أن تموت فقيراً)). أصبح اللوم الآن ليس على نظام الدولة الفاسد ولا لأي عائلة تنتمي, وإنما تلام على نفسك كفرد. فأنت تستحق ما يحصل لك إن كنت شخصاً كسولاً أو حتى فقيراً.
عندما ترتفع صوت الموسيقى مع كل نبرة حادة من تلك الخطابات التحفيزية, فإنك تدخل في حالة من الحماس الشديد الذي يجعلك قادراً على فعل أي مهمة بأكمل وجه, وكأنك تعاطيت جرعة من
المخدرات الوهمية.
وبعد تعاطيك لتلك
الجرعة الوهمية تنتقل للواقع وتأتيك الصدمة, لا موسيقى حماسية ولا أحد يحفزك ويصفق لك, وينتهي حالك بالفشل في جميع نواحي حياتك, وتدخل في دوامة من الإحباطات واليأس وينتهي حالك بالإكتئاب.
يمكننا إستبدال مقولة
(إتبع شغفك) بخطوتين:

1-التطوير المستمر في مهارتك, والبحث عن الفرص لا الشغف, والتعلم الدائم بلا توقف.
2-تحقيق التوازن بين أربعة دوائر: دائرة الشغف, دائرة العمل, دائرة المهارات, دائرة الرسالة الدينية.

مفتاح النجاة: أنا مريض نفسي إذن أنا أفعل ما أريد

هناك فرق بين الشرير و المريض النفسي ولكن أصبح الناس لا يفرقون بينهم للأسف, فأصبحت ظاهرة التعاطف مع الأشرار تظهر في الكثير من الأفلام: الجوكر, ديدبول, والعديد من الأفلام التي تعزز من عدم الحكم على أفعال الأشرار بل الحكم عليهم من خلال حالتهم النفسية, لأننا كلنا بالنهاية فاسدون وربما نرتكب الأفعال الإجرامية ذاتها لو كنا مكان هؤلاء.
يجيب الباحثون على سؤال:
لماذا صرنا نتعاطف مع الأشرار بدلاً من كراهيتهم؟ بأنه كلما صورت خلفية عن معاناة الشرير فإننا نضع اللوم على ظروفه الخارجية لا إلى شره الداخلي, فطلاق والديه وقسوة طفولته هو ما يدفعه إلى ارتكاب الشر. لتتغير وجهة نظرنا على الشرير من مجرم إلى ضحية.
أصبح المجرمون
يستغلون الطب النفسي عن طريق أن يطلب إجراء إختبار لصحته النفسية بغرض إعفاءه من المحاكمة أو حتى تخفيفها.
أصبح الشباب يتجهون
للإلحاد فقط بسبب الحزن والضيق, فينظرون أن راحتهم النفسية هي أهم شئ حتى لو كان عن طريق الكفر بالله.
يكون الإضطراب النفسي
عذراً إذا كان الشخص غير واعياً لما يفعل, وأن يقر أصحاب الإختصاص على حالته النفسية وقت إرتكابه للجريمة.

Comments

Partagez vos idéesSoyez le premier à rédiger un commentaire.
bottom of page