top of page
المنحدر
أي شئ تبدأ به بحياتك سيكون بالطبيعة مسليا ومثيرا , ولكن مع الوقت ستلاحظ أنه أصبح اكثر صعوبة وأقل متعة الى أن يصل الى أدنى نقطة, ليصبح جحيما لا يطاق.
فهدف الكتاب هو كيف تتقبل هذا الجحيم إلى أن تخرج منه وتكن حرا, ويدعى هذا الجحيم بالمنحدر. وكيف تشق طريقك عبر الأخدود.
الفكرة الأولى: محاولة أن تكون الأفضل في العالم تواجه باستخفاف شديد
إذا أردت أن تكون الأفضل في العالم فيجب أن تتعلم فن الإنسحاب. ولكن قبل أن تكون الأفضل لماذا تريد أن تكون الأفضل؟
الجواب هو لأن الناس ليس لديهم الوقت الكافي في هذه الحياة. فإن كنت مريضا نفسيا وتحتاج إلى علاج فإنك لن تذهب من طبيب الى طبيب آخر, بل ستتوجه مباشرةً الى الطبيب الأفضل أليس كذلك, وكذلك إن كنت تريد أن تتعلم مهارة ما فإنك ستذهب مباشرة لشراء أفضل دورة موجودة على الإنترنت أليس كذلك؟ أرجو أن تكون إقتنعت بمدى أهمية أن تكون الأفضل.
يخبرك أغلب الناس أن تثابر, وتعمل بجد, وألا تتخلى عن حلمك, وأنك إن إنسحبت فإنك ستفشل لا محالة, فلماذا إذا يربح الأفراد الأقل موهبة منك؟
إن الإنسحاب فن, فيجب عليك أن تتعلم إستراتيجية الانسحاب ومتى تنسحب, والا فانك ستفشل في الحصول على ما تريده, أولئك الذين فشلوا هم الذين يقلعون عما يفعلونه عندما يجدونه مؤلما.
هناك نوعان من المنحنيات اللذان سيواجهانك في طريقك لتحقيق انجاز ما.
المنحنى الأول ويدعى بالأخدود ففي البداية يكون الأمر سهلا وممتعاً ومع الوقت ستسقط في جحيم الأخدود. و الأخدود هو الفاصل بينك أنت الآن وما تريد أن تكون. لا يتفق الكاتب مع فكرة التنويع في المهام وأعطى مثالا لنقار الخشب أنه لن يحقق شيئا في نقر آلاف الأشجار ولكن ان نقر شجرة واحدة الف مرة فسيحصل على ما يريد وكذلك أنت.
أحسن اختيار الشئ الذي تريد أن تكون الأفضل فيه فلا تنسحب عندما تصل للأخدود لأنك ستضيع الوقت الذي استثمرته وان رأيت أنك لن تتمكن من اجتيازه فلم اذا تسقط نفسك فيه! كوننا في عالم الانترنت يعني زيادة المنافسين فعليك حقا أن تسعى لتكون الأفضل.
هناك ثمانية منحنيات في الأخدود يجب أن تكون جاهزا لتعبرها لتكن الأفضل في كل مجال منهم وهم:
أخدود التصنيع منطقة الراحة : البدء في تركيب شئ ما الأخدود : شراء معدات التصنيع لأنك ستحتاج للمال
أخدود المبيعات منطقة الراحة : بيع فكرتك للمتاجر الأخدود : تطوير سلعتك
أخدود التعليم منطقة الراحة : مغادرة المدرسة الأخدود : تعلم شئ جديد
أخدود المخاطرة منطقة الراحة : البقاء في منطقة الراحة الأخدود : الخروج من منطقة الراحة
أخدود العلاقات منطقة الراحة : علاقات بهدف المرح فقط الأخدود : اسثمار الوقت والعمل معهم
أخدود المفاهيم منطقة الراحة : البقاء كما أنت الأخدود : تغيير مفاهيمك
أخدود الأنا منطقة الراحة : الاعتماد على النفس فقط والغرور الأخدود : تسليم الأمور لشخص أفضل
أخدود التوزيع منطقة الراحة : توزيع المنتج لأي تجار تجزئة الأخدود : توزيعه عند مكان صعب
بنت ناسا مكوك فضائي ولكنهم واجهوا طريقا مسدودا وليس أخدودا ومع هذا لم ينسحبوا عن هذا المشروع والسبب ببساطة لانهم اعتادوه والآن السؤال هل لديك شجاعة الانسحاب عندما تواجه طريقا مسدود؟
انسحب عند الطرق المسدودة ولا تستسلم عند الأخاديد, وافعل شيئا استثنائيا لتكن الأفضل بالعالم, والمستوى المتوسط للفاشلين فقط فأنت تستحق الأفضل. الأخاديد هي سر الاستثنائية فعندما تريد أن تتوظف في شركة النفط KOC فعليك أن ترسل سيرتك الذاتية, تنجح في الاختبار, وتنجح في المقابلة, ليعلموا من يريد الوظيفة حقا, فطريقك لتكون الأول هو ما يمكنك من التعامل مع المتاعب قصيرة الأجل.
الفكرة الثانية : اذا كنت غير قادر على أن تصبح رقم 1, فيجدر بك أن تنسحب الآن!
إن تركك للطريق المسدود ليس فشلا بل ذكاء لكي لا تهدر كل طاقتك على لا شئ, وتستعملها في سبيل اجتياز الاخدود الذي ستواجهه. لا تتأقلم فحسب فغالبا ما يكون التأقلم بسبب وجود طريق مسدود فالتأقلم = الإنسحاب الردئ.
"لا تنسحب ابدا" مزحة ستسمعها كثيرا فعليك أن تفهمها قبل أن تطبقها فهي إما أن تكون نصيحة او مزحة. فاذا كانت نصيحة فستكون "لا تنسحب من شئ له مستقبل جيد وانت فقط لا تستطيع تحمل ضغطه".
قد يكون سبب عدم انسحابك وبقائك في لعنة الطريق المسدود هو غرورك فأنت ستضيع الكثير تماما مثل "ريتشارد نيكسون"الذي ضحى بعشرات الالاف من الارواح البريئة عندما رفض الانسحاب من فيتنام.
هناك ثلاث أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل أن تنسحب:
السؤال الأول: هل أشعر بالخوف؟
الخوف هو شعور مؤقت يجب أن يحدث ولا تنسحب عنده بل انتظره حتى ينتهي وبعدها اتخذ قرارك. والسبب وراء استسلام الناس المبكر هو عدم امتلاكهم لخطة, فيكون الأستسلام هو أسهل قرار يتخذونه.
السؤال الثاني: ما الذي أحاول التأثير فيه؟
ان كنت تحاول التأثير على شخص ما ولم تحدث أي تأثير له فقد حان وقت الانسحاب, فكم من الصعب أن تغير تفكير الأشخاص. وعندما نتحدث عن السوق فالأمر مختلف, فكل خطوة تتخذها لتسلقه تصل بك لمستوى أعلى, فالقواعد هناك مختلفة والناس أيضا.
السؤال الثالث: ما نوع التقدم الذي احرزه ويمكن قياسه؟
نوع التقدم الذي تحرزه يجب أن يكون للأمام لا للخلف ولا في مكانك. ولا يمكن قياسه فقط بالعلاوة أو الترقية, بل أن تحقق انجازات كانت مستحيلة بالسابق. إن استمرارك في مشروعك ظنا منك أن وجودك في السوق أمر كافي لتبرير جهودك, مع أنه لا يجذب عملاء جدد, أو يجعلك تتقدم للأمام, ما الهدف منه إذاً فأنت تدور في نفس المكان؟
إنك مؤهل لأن تكون الأفضل بالعالم, وكيف تجرؤ أن تكون راضيا بالمستوى المتوسط؟
ضع خطة لمواجهة اكبر اخدود ممكن. أخدود اكبر منك وإن لم تستطع فلا تضيع طاقتك هباءً, وإنسحب وضع خطة تجعلك جاهزا لمواجهة أخدود آخر, وكن الأفضل بالعالم.
Comments
مشاركة أفكارككن أول من يعلِّق.
bottom of page