top of page
العادات الذرية
تغييرات صغيرة لتحقيق نتائج مذهلة
يبدأ الكاتب بعرض قصته مع حادث ضرب وجهه بالبيسبول الذي بسببه خرجت عيناه من مكانها من شدة الضربة ودخل في غيبوبة. وبعد تعافيه من هذه الحادثة شعر وكأن كل شئ في حياته توقف ومع ذلك بعد تعافيه قد عاد الى البيسبول مرة أخرى. وبعد عامين من اصابته بدأ دراسته في جامعة دنيسون وحينها قد اكتشف قوة العادات البسيطة وتغيرت حياته. فقد أصبح رياضيا جامعيا وأصبح يكون عادات جيدة وينظم حياته من نومه المبكر وتنظيف غرفته يوماً بعد يوم : ذرةً بذرة, مما أدى لشعوره بالثقة والإيمان بذاته وأنعكست كل هذه العادات على دراسته ما تمكن من الحصول على تقدير امتياز.
العادة: سلوك يؤدى بصورة دورية أو تلقائية.
وعندما تتراكم العادات الدائمة فإنها ستؤدي لنتائج لن تستطيع حتى تخيلها فقد أصبح جيمس كلير واحد من الثلاثة والثلاثون لاعبا في فريق الاعبين الجامعيين على مستوى أمريكا وكل هذا بفضل العادات الذرية. ما عليك أن تعرفه هو أن التغييرات البسيطة التي تبدو غير مهمة في البداية, ستتراكم مع الوقت وتتحول الى نتائج مذهلة. والآن سنعرض لكم طريقة الكاتب جيمس كلير لبناء خطة بناء العادات الحسنة: عادات تدوم العمر كله.
لماذا تؤدي التغييرات البسيطة إلى إختلافات كبيرة؟
لا تستصغر أبداً التحسن بنسبة 1 بالمائة فمع الوقت والتراكمات ستستطيع الوصول الى 100 بالمئة. نحن البشر بطبيعتنا نضغط على أنفسنا سواءً لفقدان الوزن, تأليف كتاب, او حتى الفوز ببطولة, لنجعل الجميع يتحدث عنا عن طريق عمل تحسين واحد كبير. وبعدها نستسلم ولا نصل لهدفنا الذي نريده, ولكن أن نتحسن بنسبة 1 بالمئة سيجعلنا لا نستسلم بسهولة ونحصل على نتيجة مذهلة على المدى البعيد. فبعد سنة من العادات سينتهي بك الحال لتحقيق نتائج افضل بنحو 37 ضعفا من قبل. النتائج التي حصلت عليها الآن ماهي الا مقياس لما أنت معتاد عليه, فوزنك على سبيل المثال هو مقياس متأخر لعاداتك في تناول الطعام اليس كذلك! فأنت عندما تأكل الوجبات السريعة في يوم واحد لن يتحرك الميزان كثيراً, ولكن حين تتراكم تلك العادة السيئة فما الذي تتوقع يحصل؟ لا حاجة لأن أعرض لك الأضرار فأنت تعرفها بالطبع.
هناك نوعان من التراكم:
1- التراكم الإيجابي: يؤدي لتراكم الإنتاجية, المعرفة, والعلاقات.
2- التراكم السلبي: يؤدي لتراكم الضغوط, الأفكار السلبية, الحنق.
تخيل أن لديك مكعباً ثلجيا أمامك على الطاولة وتبدأ درجة حرارة الغرفة بالإرتفاع ببطء, 26 27 28 31 لا يحدث شئ بعد, 32 بدأ المكعب بالذوبان. هناك في الحياة لحظة تقدم مفاجئة تأتي لمن لم يستسلم عن عادته. فالعادات لا تبدو وكأنها تحدث فارقاً إلى أن تصل إلى لحظة معينة تفتح بها مستوى جديد لم تستطع تخيله, وأنت في رحلتك لتكوين عادة ستواجه وادي الإحباط الذي سيكون المحطة التي بها إما أن تتغير حياتك أو تظل كما أنت.
نحن نتوقع أن النجاح يتحرك بشكل خطي ولكن وللأسف لا ويحدث ذلك بسبب وجود وادي الإحباط. ولكن كل ما عملت لأجله مخزن ولن ينكشف الستار عليه إلا بعد فترة
انس الأهداف وركز على الأنظمة ولكن السؤال الآن ما الفرق بينهم؟
ان كنت رائداً بالأعمال فسيكون هدفك بناء شركة, وأما نظامك فهو كيفية التسويق وتعيين الموظفين, فأفضل طريقة للنجاح هو التحسن كل يوم, وهل يعني ذلك أن الأهداف عديمة الفائدة؟ بالطبع لا ولكن هناك بعض المشاكل.
المشكلة الأولى: الرابحون والخاسرون لهم نفس الأهداف, فالأهداف لا تفرق بينهم.
المشكلة الثانية: تحقيق الهدف ما هو إلا تغير لحظي, فتحقيق هدفك سيحل مشكلتك بشكل لحظي فقط فيجب علينا أن نغير الانظمة.
المشكلة الثالثة: الأهداف تجعل لسعادتك حدوداً, فنحن البشر لن نستطيع أن نسترخي إلى الأبد , فلماذا إذاً نحبس أنفسنا في مساحة ضيقة من السعادة؟ فنحن يجب أن نحب العملية وليس المنتج النهائي.
المشكلة الرابعة: الأهداف تتعارض مع التقدم طويل الامد, فالغرض من تحديد الأهداف هو الفوز أما الغرض من بناء النظام هو الإستمرار في الفوز.
كيف تشكل العادات هويتك؟
تغييرنا لعاداتنا هو أمر صعب لسببين:
1- تغييرنا للأشياء الخطأ وليس المطلوب تغييرها
2- تغييرنا للعادات بالشكل الخطأ
(ما تحصل عليه)الطبقة الأولى: تغيير النتائج, فقدان الوزن, نشر كتاب
الطبقة الثانية: تغيير العمليات, التعود على التأمل(ما تفعله)
الطبقة الثالثة: تغيير الهوية, تغيير المعتقدات(ما تؤمن به)
مثال للعادات المرتكزة على النتائج و العادات المرتكزة على الهوية: شخصان يقاومان تدخين سيجارة, تعرض الأول لها فقال:((لا, فأنا احاول الأقلاع عنها)). أما الثاني فقال: ((لا فأنا لست مدخن)). إختلاف بسيط ولكن الشخص الثاني عادته كانت مرتكزة على هويته, أما الأول فكانت عادته مرتكزة على النتيجة فهو ما زال مؤمنا أنه مدخن.
كلما صرت مفتخراً بجانب معين من هويتك, أصبحت مندفعاً أكثر للحفاظ على العادة المرتبطة بتلك الهوية. يجب علينا أن نغير المعتقد وراء السلوك الذي نفعله لكي نستطيع اللإلتزام به. ليس الهدف أن تقرأ كتاباً, بل الهدف أن تصير قارئاً.
سلوكياتنا هي انعكاس لهويتنا وللشخص الذي تؤمن بأنك عليه وهو سلاح ذو حدين, كلما زاد عمقها أصبح من الأصعب تغييرها. ولهذا السبب يصعب علينا تكوين بعض العادات الحسنة لأنها مناقضة لهويتنا. والسؤال الآن هو كيف تشكلت هويتنا؟
تشكلت هويتنا من عاداتنا بالطبع مما يعني أمها مكتسبة وليست مغروسة, والعادات هي تجسيد لهويتك. فعندما ترتب سريرك كل يوم, فأنت تجسد هوية الشخص المنظم. وكلما كررتها والتزمت بها زاد تعزيزك وإيمانك لها.
إن كل عادة تفعلها لا تجلب لك نتائج فحسب بل تجعلك تثق بنفسك.
فأولا: حدد نوعية الشخص الذي تريد أن تكون عليه (ما هي مبادئك وقيمك)
ثانيا: اثبت هذا لنفسك عبر المكاسب البسيطة (نزول 3 كيلو)
عاداتنا الآن ما هي إلا سلسلة من الحلول الاوتوماتيكية التي تحل المشكلات التي نواجهها دائما. وعندما نكون أي عادة فإن مستوى النشاط في المخ يقل وذلك لأن العادة ما هي إلا ذكرى للخطوات التي اتبعناها سابقاً لحل مشكلة في الماضي. إن عاداتنا لا تقيد حريتنا, بل هي المؤدية لها. فمن دون عادات صحية, ستبدو وكأنك في حالة إحتياج طاقة. فنحن بحاجة أن ننقل عاداتنا من العقل الواعي الى العقل الاواعي مما سيجعلها اوتوماتيكية وسهلة, ولن يحصل ذلك إلا بعد فترة.
المراحل الأربع البسيطة لبناء العادات:
1- الإشارة 2- التوق 3- الإستجابة 4- المكافأة
كل مرحلة من تلك المراحل لها مهمة أساسية لتكوين
أي عادة, وتعمل كحلقة feedback ستكرر طوال ما أنت حي
حلقة العادات:
1- الإشارة: هي المعلومة التي تتنبأ بالمكافأة
2- التوق: هو التحفيز أو الرغبة. فأنت لا تتوق إلى تدخين السيجارة, وإنما تتوق إلى شعور الارتياح الذي تقدمه.
3- الإستجابة: العادة الفعلية التي تقوم بها, وهي معتمدة على مقدار تحفيزك.
4- المكافأة: مرحلة الشبع والتحرر من التوق.
تنقسم هذه الخطوات الأربع إلى مرحلتين:
1- مرحلة المشكلة
الإشارة: تنبيه الهاتف عند وصول رسالة
التوق: تريد معرفة محتواها
2- مرحلة الحل
الإستجابة: تمسك الهاتف وتقرأها
المكافأة: ترضي توقك بقرائتها ويصبح الإمساك مرتبط بالتنبيه
القوانين الأربعة لتغيير السلوك: يمكن تطبيقها على أي مجال
1- القانون الأول (الإشارة)
كيفية بناء عادة حسنة (إجعلها واضحة)
كيفية التخلص من عادة سيئة (إجعلها خفية)
2- القانون الثاني (التوق)
كيفية بناء عادة حسنة (إجعلها جذابة)
كيفية التخلص من عادة سيئة (إجعلها غير جذابة)
3- القانون الثالث (الإستجابة)
كيفية بناء عادة حسنة (إجعلها سهلة)
كيفية التخلص من عادة سيئة (إجعلها صعبة)
4- القانون الرابع (المكافأة)
كيفية بناء عادة حسنة (إجعلها مشبعة)
كيفية التخلص من عادة سيئة (إجعلها غير مشبعة)
منظومة السكك الحديدية باليابان من أفضل المنظومات ولديهم عادة غريبة وهي انه في حال تشغيل القطار أو دخول محطة, فإنهم يصيحون والمناداة يصوت عال بكل ما يحدث. تسمى تلك العملية بإسم((الإشارة والنداء)) وصممت بهدف الحفاظ على السلامة وتقليل الأخطاء, وبسبب تلك العملية إنخفضت نسبة الحوادث. السبب في ذلك هو لأنه يرفع مستوى الإدراك من المستوى الاواعي الى الواعي مما يجعل مشغلي القطارات يستخدمون حواسهم.
فنحن بحاجة الى الإشارة والنداء في حياتنا الشخصية لكي نكن أكثر وعياً بسلوكياتنا. فنحن بحاجة اولاً الى عمل
((بطاقة تسجيل العادات)).
وبعدها تضع بجوار كل عادة حسنة في قائمتك علامة (+) وبجانب كل عادة سيئة (-). وعند قيامك بعادة سيئة فتكلم بصوت عال لانك بذلك تجعل عواقبك ملموسة وواقعية اكثر.
إن أهمية وضع خطة لاختيار وقت ومكان العمل لا تقل أهمية عن تصنيف العادات فهي فعالة جداً في التمسك بالأهداف. فنحن نقول ((سنكتب أكثر)) ولكننا لا نحدد متى وأين, ونتركها للصدفة متأملين أن نتذكر وحسب. فنظن بعدها أننا مفتقرين الى التحفيز, ولكننا مفتقرين للوضوح.
تنسيق الخطة: سوف أؤدي[السلوك]في[الوقت]في[المكان].
وعملك للخطة سيساعدك أيضاً لقول لا للكثير من الأشياء التي ستعيق تقدمك, فنحن نقول نعم لأننا لسنا واضحين بما نحتاج أن نعمل.
استراتيجية تكديس العادات
تكديس العادات: تحديد عادة حالية ثم تلحق بها سلوكاً جديداً.
معادلة تكديس العادات: بعد[العادة الحالية] سأقوم ب[العادة الجديدة].
مثال: بعد أن أخلع حذائي, سأغير ملابسي فوراً وأرتدي زي التدريب.
التحفيز مبالغ في أهميته بينما البيئة تهم أكثر
راودت ان ثورندايك أن تغير عادات الأكل للعاملين بالمستشفى فقررت هي وزملاؤها الى تغيير الشكل المعماري لكافاتيريا المستشفى. وضعوا زجاجات الماء الى جوار طاولات الطعام والمياه الغازية في الثلاجات. وبعد ثلاث اشهر انخفضت مبيعات المياه الغازية بالمستشفى بنسبة 11%, وارتفعت مبيعات المياه المعبأة بنسبة 25%.
كيف تجعل العادة لا تقاوم؟
عن طريق جعل العادة مدفوعة بالدوبامين فكلما زاد زاد كذلك التحفيز, ويمكن عمل ذلك عن طريق عمل نظرية تجميع المغريات وتوقع المكافأة.
تجميع المغريات : الجمع بين فعل تريد القيام به وفعل تحتاج الى القيام به.
مثال : بعد أن ألعب ألعاب الفيديو, سأقرا كتاباً (شيئاً أحتاجه).
دور الأسرة والأصدقاء في تشكيل عاداتنا
كلما كان السلوك الذي نفعله يحظى بالقبول والاحترام, سيصبح جذاباً.
تؤثر الثقافة التي ننتمي لها ما هي السلوكيات الجذابة في نظرنا والسلوكيات التي نتجنبها, فنحن نميل إلى محاكاة عاداتهم بطبيعتنا.
لطالما كانت الاعمال التي تتطلب أقل قدراً من العمل هي الأعمال هي التي ننجذب لها بصورة طبيعية; قانون الجهد الأقل. فعندما نزيد من الصعوبات للسلوكيات السيئة, وبإرتفاع صعوبتها, تكون التزامنا بتلك العادة أصعب. وعندما نقلل من الصعوبات للسلوكيات الحسنة ونكون في بيئة يسهل فيها فعل الصواب, فستكون العادة أسهل في الالتزام بها.
قاعدة الدقيقتين: عند البدأ في أي عادة جديدة, لا تستغرق أكثر من دقيقتين للقيام بها.
مثال: قراءة صفحة واحدة قبل الخلود إلى النوم.
فالهدف من قاعدة الدقيقتين هي إتقان لعادة البدء التي ستواصل التأثير على سلوكياتك للدقائق التالية. فعندما نقوم بشئ لدقيقتين كل يوم أفضل من عدم القيام به. وعند تكرارنا لتلك القاعدة مع الوقت ونتقنها, سنستطيع أن ننتقل إلى المستويات التالية إلى أن نشكل العادة التي نريدها.
Comments
Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.
bottom of page