top of page

التداوي بالفلسفة
يتحدث الكتاب عن دور الفلسفة في حياتنا  لعيش حياة بسيطة نستطيع بها مواجهة أشد ظروف الحياة قسوة .

فما هي الحياة البسيطة ؟
بعدما استحضر الكاتب جميع ما قاله فلاسفة فن العيش (جلال الدين الرومي, افلاطون,سبينوزا...إلخ)
استخلص بأن مواصفات الحياة البسيطة تقوم على خمسة مقومات:

1-حياة اعيشها بأقل ما يمكن من الشقاء والالم
2-حياة اكون فيها متصالحا مع قدري الخاص
3-حياة اكون فيها انا بالذات
4-حياة ابسط فيها سلطاني على نفسي
5-حياة حيث اصنع المتعة بأقل الاشياء


التساؤل الأول: هل للتفكير الفلسفي دور في بناء الحضارة المعاصرة؟
للفلسفة دور كبير في حياتنا فهو ما يجعلنا نفكر بواسطة المفاهيم وليس اللغة فقط, فكيف سيكون حال العقل الانساني اليوم اذ لم يوجد ما يحسن قدرته على التعايش مع الشقاء وعنف الإنسان.
كل الناس يتفلسفون ولكن أن تستمر بالتفلسف فذلك شئُ يستدعي جهد إستثنائي وعقلُ لا يلتزم بتقديس المسلمات.
ماذا لو لم توجد التأسي
سات النظرية التي أسسها روسو لمفهوم العقد الاجتماعي ورسالة التسامح لفولتير التي ما زالت تأثر على جيلنا الحالي ( ما بعد الحداثة) .
هل كنا سنفكر ونتصرف كما نفعل الآن؟ حتى أصبح المهندس المعماري يستلهم كيانته النظرية من تفكيكية جاك دريدا, فعندما ندافع عن الفلسفة فنحن ندافع عن الطرق لتحسين العيش والتفكير.
يهدف التصوف الفلسفي الى تغيير العلاقة بين الانسان والله لتصبح علاقة مبنية على الحب وليست على الخوف والرهبة.

التساؤل الثاني :هل تساعدنا الفلسفة على مواجهة صعوبات الحياة اليومية؟
بالطبع  لأن الفلسفة تساعدنا على تغيير طريقة تفكيرنا في الصعوبات التي نواجهها في حياتنا من فشل ومرض.
تساعدنا أيضا على أن نعيد التفكير في نمط تفكيرنا, فلماذا نغضب عندما يهيننا أحد؟
تساعدنا الفلسفة على تحسين قدرتنا على العيش بسبب دورها في تغيير نظرتنا للحياة.

لكن هناك ثلاثة إعتراضات قد تؤثر على وجهة نظرنا إتجاه الفلاسفة؟
1-لم يهتم العديد من الفلاسفة بالاجابة على السؤال كيف نعيش؟ بل على العكس فأغلبية الفلاسفة من افلاطون الى هيغلقد اهتموا بالسياسة والمنطق و أهملوا الجسد لفائدة العقل.
2-حتى فلاسفة فن العيش أنفسهم(سينيكا, روسو) لم يعيشوا حياة جيدة.
3-هناك الكثير من الحكماء  تعلموا فن العيش دون الحاجة لتعلم الفلسفة (بوذا).

دعونا نتطرق لردود الكاتب إتجاه كل تلك الإعتراضات
1- الرد إتجاه الاعتراض الأول: هدف الفلسفة هو تنمية القدرة على الحياة عند مواجهة أشد الصعوبات وجميع المفاهيم التي اصدرتها الفلسفة في السياسة والمنطق هي ما جعلتنا نفهم العالم.
2- الرد إتجاه الاعتراض الثاني: الفلاسفة هم من ذاق طعم الحياة المرة لكي يعلمونا كيف نحياها, وعندما يقع الانسان في اكثر الظروف قسوة يكون أكثر اقبالا على الحياة.
3- الرد إتجاه الاعتراض الثالث: بوذا والحكماء الآخرين تحرروا عن طريق تغيير تفكيرهم اتجاه الانفعالات السيئة والغرائز البدائية, وعرفوا أنفسهم بأنفسهم.
جميعنا نعاني من مشاكل في حياتنا من طلاق وفشل ودور الفلسفة هنا هو تغيير طريقة تغيير تفكيرنا اتجاه تلك المسائل, ليس شقاء إلا ما تعده أنت كذلك (عزاء الفلسفة). عندما تواجه اشد الظروف قساوةً, وتوشك على السقوط, احفظ هدوءك, ففي هذه اللحظة قد يتغير قدرك(القدر غير ثابت) بنظر الان في (خواطره). فكان ديستويسفكي على وشك أن يعدم وتغير قدره بأن ينفى إللى سيبيريا لكي يقدم لنا رواياته الفلسفية والتي أبقته حياً بيننا.

التساؤل الثالث: ماهي الوظيفة العلاجية للفلسفة؟
وظيفة الفلسفة هي علاج الروح, ووظيفة الفيلسوف هو تشخيص أمراض الحضارة,ليبحث عن علاجات بكل ما يتعلق بالحضارة من اللغة إلى السياسة.
دعونا نعود الآن الى العصر اليوناني ونتحدث عن شخص يدعى إبكتيتوس الذي كان فيلسوفاً وعبداً في الوقت نفسه. تعرض لتعذيب شديد من قبل سيده الذي انزعج بشكل كبير من قدرة إبكتيتوس على تحمل الألم, فقرر سيده وضع ساقه آله التعذيب لكي يسمع صراخه, ومع ذلك لم يصرخ, فذهل سيده فعتقه وأصبح حراً ولكنه أصبح معوقاً. وبعد ذلك أنشأ مدرسة وأصبح فيلسوفاً نتعلم منه العديد من الدروس. لثد كان إبكتيتوس عبداً في العالم الخارجي(سجينا, مشلولاً...إلخ)

 ولكنه كان حراً في عالمه الداخلي(أفكاره, خياله, أحلامه...إلخ)عالم خاضع له فقط ولا يستطيع أي أحد أن يتحكم فيه.  
سر شقائنا الذي نعاني منه قد يكون بسبب توقعاتنا المثالية إتجاه عالمنا الخارجي, فما يحصل في العالم الخارجي هو خارج مجال تحكمنا, فعلينا أن نتبع قواعده.
 وما يحصل في عالمنا الداخلي هو ما نستطيع أن نتحكم به ونصنع ما نرغب به, وعندما نسلم عالمنا الداخلي لتوقعات الآخرين فقد خسرنا عوالمنا.
فما يخبرنا به سينيكا هو أن مصدر غضبنا هو باعتقادنا  بأنه يجب على الآخرين التصرف وفق توقعاتنا.
(عزاء الفلسفة): ((من يرد أن يكون ذا سلطان حقيقي, فليبسط سلطانه أولاً على نفسه)).
المشاكل التي نعاني منها من الماضي والمستقبل هي بمشكلة كيفية التفكيربالماضي والمستقبل.

التساؤل الثالث: لماذا نشعر بالملل؟
السبب في ذلك ببساطة هو أن الملل ملازم لأي شئ يحصل فيه تكرار, ولكي نطرد الملل من حياتنا فعلينا تغيير الأمور التي تحصل في حياتنا.
ليس الملل شيئا سيئا في حد ذاته,
وقد يكون دافعاً للحيوية للإنسان, فقد لا تسوء الأشياء ولكن تسوء أفكارنا حول الأشياء.
دائماً ما نحاول الهرب من الملل عن طريق التسلية وتضيعة الوقت أمام التلفاز أو في المقهى بدلاً من التجديد لإستكشاف إمكانات جديدة, ونكتشف مالم يكتشفه الآخرون, ونقتحم أقصى مناطق المجهول.
لنتحرر من الملل علينا أن نفاجئ أنفسنا ونفاجئ الآخرين بأبسط الطرق وأقل الكلمات, وذلك لأن المفاجآت تعني الغير المتوقع في حياتنا, وهي من ستحررنا من الملل وتجعلنا نتذوق طعم السعادة ولو للحظات. لا تأتينا المفاجآت عندما نمسك بهواتفنا لساعات أمام برامج التواصل الإجتماعي مستلقين على السرير, بل نصنعها بحيويتنا في إجتياح الحياة وبزيادة معرفتنا.  

Comments

Share Your ThoughtsBe the first to write a comment.
bottom of page